الثقافه اساس الشعوب

كانت الثقافه و ستظل دوما مقياس الشعوب لما وصلت اليه من تطور و رقى حضارى واجتماعى
فما من حضاره وصلت الى اوجها على مر العصور الا و كانت تقدر و تقدس الثقافه و من أمثله تللك الحضارات الحضاره اليونانيه و الرومانيه و الحضاره الاسلاميه
الذين افادوا العالم كثيرا من بعدهم و لكن يجب ان نعرف ماهى الثقافه التى نتحدث عنها اهى العلم بالاشياء جميعها فقط ام التأثر بتلك الاشياء بعد درايه كافيه بما هي هذه الاشياء؟
فى تلك السطور القادمه سوف احاول ان القى الضوء على معوقات الثقافه ودورها فى انتشار الديموقراطيه و الليبراليه فى البلاد و بعض الطرق و المفاهيم المقترحه
للمساعده فى حل تلك المشكله:-

دور الثقافه فى نشر الوعى فى المجتمع

تلعب الثقافه دورا مهما فى تكوين الوعى و الادراك عند الاشخاص فهى تفتح الاذهان على أفكارا اخرى وطرق حياه جديده بكل مزاياها و عيوبها و تترك للقارئ او المتلقى او الدارس حريه اتخاذ الافكار و تكوينه نظريه معينه تجاه احدى المذاهب
و بالتالى مع كل هذا القدر من الحريه المكتسبه يصبح المرء قادرا على تقبل الاخر لمعرفه مقدار الفائده التى سوف تعم عند التعاون مع الافراد الاخرى و امتزاج الحضارات و التقاليد بدون و جود اى ضغائن تجاه
لون او جنس او عرق و هذا هو ما يسمى بثقافه المواطنه فهى فكره تقبل الاخر بمزاياه و عيوبه و التعامل مع هذا الاخر على اساس انه انسان مثله اضطرته عاداته و بيئته و ثقافته على اتخاذ دين معين ليكون مسؤلا به امام الله أو اضطرته ثقافته الى عدم الاعتقاد بوجود الله ,كل تلك المعتقدات هو المسئول عنها و ليس نحن طالما يحترم العبادات و الافكار الاخرى ولا يسئ اليها فمن واجبنا نحن ايضا ان نحترم فكره
تلك هى ثقافه المواطنه التى يجب ان يعرفها و يؤمن بها كل شخص يؤمن بتساو ى الحقوق و الاشخاص مع العلم ان تلك الثقافه ليست متعارضه مع اى من الاديان السماويه فهى تدعو الى السماحه و المساواه بين البشر

و لكن كيف ننشر تلك الثقافه هذا هو السؤال الذى يجب طرحه

فالتعصب الدينى اصبح من سمات هذا العصر ,انخفاض الرواتب و ارتفاع الاسعار و الازدحام فى الشوارع و مصاعب الحياه فى بلد غير ديموقراطى على عكس ما يزعم البعض يجعل المزاج العام المسيطر على الاجواء هو الكراهيه و التحفز و ازدياد العنف و التفرقه بين الناس لذلك دعونى استعرض بعض المؤسسات التى لها دورا كبيرا فى التأثيرعلى ثقافه الشعب و نرى كيف يمكن الاستفاده منها لتنير هذا الجيل و تنتجه جيلا قادرا على التعامل مع الاخرين و تحديد الافضل من خلال العمل و الافكار المبنيه على اساس عتيد.

اولا المدارس و التعليم:-

وهى من اهم المؤسسات المؤثره فى ثقافه هذا الجيل فهى المسئوله عن تنشئه جيل واعى مدرك لما حوله قادر على استغلال فكره لتطوير و افاده هذا المجتمع
فيجب منذ البدء نشر ثقافه المواطنه لدى التلاميذ و عدم التفرقه بين اى من التلاميذ بسبب الديانه او ما شبه حتى لايصبح التلاميذ اصحاب موقف من ديانه معينه و بالتأكيد يجب ان تكون ثقافه المواطنه عند المدرسين قبل التلاميذ لأنهم سوف يكونون القدوه الطيبه للتلاميذ اما بالنسبه للمناهج فيجب ان تكون مناهج على قدر من الرقى و التجديد لتوائم مشاكل هذا العصر و فكره , اتخاذ الاسلوب العلمى فى التفكير و البحث وتوعيه الطلاب بضروره تجربه ما يتعلموه حتى يرسخوا تلك المعلومه فى الاذهان فمع النظام الحالى تجد الطالب قد نسى ما تعلمه بمجرد تدرجه فى المراحل الدراسيه فانا ارى ان يكون التدرج فى المراحل الدراسيه على اساس ما وصل اليه الطالب من تفكير وليس ما وصل اليه من سن اى يمكن ان يتدرج الطالب فى المراحل دون الانتظار لميعاد معين لأداء الختبار الخاص بالتدرج و ان يكون اختيار الكليه للطالب على اساس متوسط درجاته التى حصل عليها طوال سنين حياته و ليس فى سنه معينه فقط

ثانيا الأعلام:-

وهو من اهم العوامل المؤثره فى حركه الديموقراطيه و الليبراليه فى البلاد فالعلاقه بين الاعلام و الديموقراطيه علاقه أصيله و ارتباطيه حيث تعتبر حريه الاعلام هى جوهر الديموقراطيه و ذلك لأن مفهوم الاعلام هو التعبير عن الاراء و الافكار وفى ضوء هذا المفهوم يصبح تقييم مدى حريه التعبير فى النظام الاعلامى هو معيار الحكم على مدى الديموقراطيه التى يتمتع بها النظام و المجتمع و يختلف الامر بين النظم الديموقراطيه التى تسمح بحريه التعبير و تقبل تعدديه الرأى و الرأى الاخر و بين النظم السلطويه التى تضيق بالنقد و لا تقبل صوت يختلف مع أراء النظام فالمؤشرات الداله على حريه النظام الاعلامى لاتتواجد بصوره ايجابيه الا فى النظم التى تنتهج النمط الديموقراطى فى الحكم و تتراوح هذه المؤشرات بين ازاله القيود الرقابيه على حريه الصحافه و السماح للملكيه الخاصه لوسائل الاعلام و الهامش المتاح لنقد ممارسات النظام الحاكم و غيرها من وسائل قياس حريه التعبير المتحققه فى المجتمع على اعتبار انها-أى احريه التعبير-أصل الديموقراطيه و تختلف بالطبع حريه التعبير عن حريه التفكير فقد يسمح النظام بحريه التفكير و لكن يضع العراقيل امام اى محاوله للتعبير عن ماتوصل اليه من أفكار

والادوات المتاحه للتعبير عن الافكار و الاراء هى وسائل الاتصال بشكل عام سواء كان اتصال شخصى او جمعى او من خلال وسائل الاعلام المختلفه,وينطبق هذا ايضا على مايتعلق بالطرح الثقافى بالرغم من النظره السائده فى المجتمع المصرى بالفتره الاخيره و القائمه على التفريق بين الثقافه و الاعلام ,الا ان ثمه ارتباط وثيق بينهما و ذلك لأن كل ابداع انسانى يعد طرح ثقافى وغالبا مايكون هذا الابداع هو مضمون الرساله المقدمه من وسائل الاعلام و من ثم فان وسائل الاعلام لها دور حيوى و مهم فى ترسيخ ثقافه الديموقراطيه بالمجتمع على اعتبار ان الممارسه الديموقراطيه هى عباره عن تراكمات مختزنه فى خبرات الشعوب و بالتالى فان اتاحه حريه التعبير لوسائل الاعلام تساعد على تنشئه المواطن على القيم المصاحبه للديموقراطيه

ثالثا المراكز الثقافيه:-

تلعب المراكز الثقافيه دورا مهما فى نشر الوعى و الثقافه لدى المواطنين فبالتعاون بينها و بين المراكز الحكوميه تقوم بعمل دورات تدريبيه و ورش عمل الغرض منها افاده المواطن اولا و تعريفه بثقافه البلد النائب عنه تلك المراكز الثقافيه ثانيا و لكن يجب ان لا يهمش دور المراكز الثقافيه و يصبح فقط متاحا اذا ما سئل المواطن عنها اى ينشر فى جميع وسائل الاعلام عن تلك الدورات و تكون مقابل سعر رمزى حتى يستطيع كافه افراد الشعب من الانضمام الى تلك الدورات

رابعا الاحزاب السياسيه:-

حيث انها تلعب دورا مهما فى الحياه السياسيه و هى تعتبر من القنوات الشرعيه لممارسه السياسه فلها حقوق وواجبات كثيره تؤهلها لان تكون المرشد العام للفكر لدى المواطن فمن حقها مراقبه السلطه التنفيذيه وطرح برامج افضل لحل تلك المشكله و من حقها ايضا اسناد الادوار السياسيه للمواطنين عن طريق ترشيحهم للبرلمان ليكونوا ممثلين لفئه معينه من الشعب او ممثلين للاغلبيه فعن طريق تلك الاحزاب يمكن تطوير و توسيع مدارك المواطن على اليات تداول السلطه و غيرها من الثقافات المهمه و التى سوف تؤهله لاحقا لتبوء احدى المناصب المهمه فى الدوله

خامسا المشاريع الخاصه:-

تعد المشاريع الخاصه لنشر الثقافه بمثابه الحريه الثقافيه التى يفتقر اليها معظم المؤسسات فى تساهم فى نشر الفكر و الثقافه و تشجيع كل ماهو جديد و مثقف و من امثله تلك المشاريع ساقيه عبد المنعم الصاوى حيث مكان بأقل التكاليف و اصبح الان من المراكز الثقافيه الرسميه التى تنشر الفكر المستنير و التى تشجع دائما المواهب الشابه

بعض الحلول المقترحه للمساهمه فى الاصلاح الثقافى:-

·تهيئه المناخ الثقافى لتحقيق التطوير الديموقراطى و تداول السلطه سلميا وذلك بالعمل على مواجهه الرواسب و العادات الجامده و الاثار المتراكمه لاوضاع و اساليب سياسيه فاسده من شأنها ان تحول دون فاعليه المشاركه السياسيه وشأن هذه المواجهه تغيير النظره السياسيه و الاجتماعيه الى المراّه و تأكيد اسهامها الثقافى و انجازها العلمى و دورها اللازم فى عمليه التنميه ,انطلاقا من ان التنميه الثقافيه هى اساس اى تنميه,والخطوه الاولى لاى اصلاح جذرى لايمكن نجاحها الا باشاعه ثقافه الديموقراطيه فى مناهج التعليم و الاعلام

· الاهتمام بالتعليم و بتطوير المناهج و زرع ثقافه المواطنه فى التلاميذ منذ النشء

·حساب متوسط درجات الطالب طوال سنين دراسته وعدم اقتصارها على درجات سنه معينه لمعرفه افضل الكليات موائمه له

·انشاء المؤسسات التعليميه الخاصه بحيث يكون الدعم لها عن طريق درجه كفاءتها فالجوده و التعليم الجيد هو العامل الرئيسى لاستمرار هذه المؤسسات التعليميه الخاصه

·العمل على ترسيخ اسس التفكير العقلانى و العلمى بتشجيع مؤسسات البحث العلمى و توفير التمويل اللازم لها ,واطلاق حريات المجتمع المدنى فى تنميتها وفى الوقت نفسه القضاء على منابع التطرف الدينى التى لاتزال رواسبها موجوده فى المناهج الدراسيه و خطب المساجد ووسائل الاعلام الرسمى و الغير رسمى

·تبنى بعض الافكار التى تساعد على نشر الثقافه كفكره منشورات توضع على ارفف محطات المترو و القطارات بدون مقابل مادى يقرءها الراكب طوال فتره انتقاله اما اذا اراد الاحتفاظ بها فعليه ان يتبرع بمبلغ مادى صغير يقوى عليه اى فرد من افراد المجتمع بمختلف طبقاته

·العمل على الغاء اشكال الرقابه على النشاط الفكرى و الثقافى بما يدعم حريه الفكر,ويحرك عمليه الابداع بعيدا عن وصايه اى جهه او فئه باسم الدين و التقاليد أو الخصوصيه أو السياسه,أو مايطلق عليه تجاوز اسم المصلحه العامه,فتقدم الامم مرهون بكفاله الحريه الكامله لمبدعيها و مفكريها فى مجالات انشطتهم المختلفه

·توثيق الواقع الثقافى فى بيانات و احصاءات سنويه,ترصد اليات الانتاج و اشكال المتابعه ,وكذلك تنسيق الجهود فى تنظيم انشطه الرقابه العربيه و المهنيه العامله فى ميادين الثقافه و نشر نتائجها

·تشجيع دور النخبه على حل مشاكلها مطالبه أكثر من الان على تخطى المأزق الطارئ فاْْْْنى اتصور ان دورها استجلاء الحاضر و استشراق المستقبل

·اطلاق حريه الصحف لكل القوى السياسيه و الاجتماعيه بلا تفرقه

·اطلاق حريه تداول المعلومات بالغاء القوانين التى تحجب المعلومات

·الغاء كافه اشكال الرقابه على النشر

·تمكين التيارات الفكريه و السياسيه كافه من ممارسه حريه التعبير عن نفسها

·الغاء جميع القوانين المقيده للحريات فى التعبير

·مطالبه الاعلام بتحقيق الحريه فينبغى الالتزام بالمسئوليه المجتمعيه و تقديم كل ماهو حقيقى و صادق و كامل فالحريه ليست مطلقه و المسئوليه ليست مقيده على اطلاقها

·التغلب على مشكله ان معظم اجهزه الاعلام فى الدول الناميه تعد اجهزه تابعه مباشره للحكومات ,وتعتبر ايضا بمثابه متحدث رسمى باسمها ولذلك فهى تعبر فى معظم الاوقات عن موقف الحكومات و المسئولين فحسب ,وذلك من غير ان تؤدى مهمتها المباشره فى التعبير عن مصالح الجماهير وهو مايزيد من مدى التفاوت فى الفهم و التجاوب بين الجماهير و المسئولين عن السلطات التنفيذيه

·الايمان و العمل على ان مبدأ ان الخطاب الاعلامى و الثقافى لايستطيع وحده ان يقدم ثقافه حقوق الانسان بل يحتاج الى منظومه كامله مضاده للفساد تبدأ من الاسره و المدرسه و الجامعه ثم الحزب السياسى و منظمات المجتمع المدنى الشعبيه المستقله فى بناء ثقافه حقوق الانسان

0 comments:

Newer Post Older Post Home